حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

حقوق المرأة في الإسلام | النظرية والتطبيق

 الإسلام والمرأة 

الإسلام هو الدين السماوي الحق الذي أقر حقوق المرأة ومنحها مكانة هامة في المجتمع. يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية مصدري الشريعة الإسلامية، ومن خلالهما تم تحديد حقوق المرأة وواجباتها، فمنحها حقوقاً كثيرة في مختلف المجالات، سواء المدنية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وغيرها من المجالات. والإسلام أعطى المرأة الكثير من الحقوق قبل 1400 سنة، وهي حقوق لم تكن معروفة في كثير من الحضارات. وقد أقر المسلمون بهذه الحقوق منذ نزوله، وطبقوها على مر العصور. في هذا المقال، سنستعرض:

 بعضًا من حقوق المرأة في الإسلام

  • فعلى المستوى المدني، أعطى الإسلام المرأة الحق في الحياة والحرية والأمان، فحرم قتلها أو إيذاءها أو حبسها بغير وجه حق. كما منحها حق الملكية والتصرف في أموالها وممتلكاتها دون وصاية. فالمرأة في الإسلام لها شخصيتها المستقلة وذمتها المالية المستقلة عن الرجل.
  • وفي المجال الاجتماعي، أعطاها الحق في اختيار الزوج، وحرم إكراهها على الزواج. كما أوجب على الزوج الإنفاق عليها والقيام بكافة حقوقها الزوجية. ومنحها حق الطلاق{الخلع} إن لم تعد تطيق الحياة معه. كذلك أعطاها الحق في حضانة أولادها حتى سن معينة حال الطلاق أو وفاة الزوج.
  • أما اقتصادياً، فقد أعفاها الإسلام من كافة التكاليف المالية والنفقات، سواء على المستوى العام كالزكاة والجهاد، أو على المستوى الخاص كنفقات المنزل والأسرة بالإضافة إلى حقها الكامل في الميراث.
  • وفي مجال العبادة، فرض الإسلام على المرأة نفس الشعائر الدينية المفروضة على الرجل من صلاة وصوم وحج. لكنه أعفاها من بعض الأعمال كالجمعة والجماعة رعاية لظروفها.

وقد طُبِّقت هذه الحقوق عملياً في المجتمع الإسلامي. فعاشت المرأة آمنة مطمئنة، تتمتع بحريتها وحقوقها كاملة غير منقوصة. وشاركت في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية منذ بزوغ فجر الأسلام.

المرأة في العهد النبوي والخلافة الراشدة

ففي العهد النبوي والخلافة الراشدة، شهد المجتمع الإسلامي مشاركة فاعلة للمرأة في الشؤون العامة. فكانت المرأة تبايع الرسول وتمنحه النصرة والمؤازرة. وشاركت في الجهاد والفتوحات، وبرزت كقائدات وممرضات في ساحات القتال. كما اشتهرت عدة نساء بالفقه والحديث ونشر المعرفة.
واستمر هذا الدور الفاعل للمرأة عبر التاريخ الإسلامي، حيث تبوأت مكانة مرموقة في المجتمع كأمهات وزوجات وعالمات ومثقفات وعاملات في مختلف المهن.

إلا أن هذه الصورة تراجعت في بعض المجتمعات الإسلامية المعاصرة، بفعل عوامل اجتماعية وثقافية متعددة أفقدت المرأة بعض حقوقها. مما يتطلب بذل المزيد من الجهد لتصحيح المفاهيم ونشر الوعي بحقوق المرأة التي كفلها الإسلام.

وعلى الرغم مما أقره الإسلام من حقوق واسعة للمرأة، إلا أن الواقع العملي قد يشوبه بعض الانحراف وعدم الالتزام التام بتلك التعاليم في بعض المجتمعات. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:

– انتشار بعض العادات والتقاليد السلبية التي تقلل من شأن المرأة ودورها.
– سوء فهم النصوص الدينية أو تأويلها بما يخدم مصالح شخصية أو فئوية.
– تدني الوعي لدى البعض بحقوق المرأة الإسلامية.
– انتشار بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تنتقص من قدر المرأة.

لذا فمن الضروري بذل المزيد من الجهد لنشر الوعي الصحيح بحقوق المرأة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدي للعادات السلبية التي تحول دون تمتع المرأة بحقوقها الكاملة التي أقرها الإسلام. كما ينبغي تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني للدفاع عن حقوق المرأة، والضغط من أجل إقرار التشريعات الموافقة للشريعة الإسلامية الداعمة لها.

                                                                             

التساوي في الإنسانية: يؤكد الإسلام على أن جميع الناس متساوون أمام الله تعالى، بغض النظر عن الجنس أو العرق، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات: 13).

إن تحقيق العدالة للمرأة هو تطبيق صحيح لتعاليم الإسلام السمحة، وسيعود بالخير والتقدم للمجتمع بأسره. فالمرأة شقيقة الرجل في الكرامة الإنسانية، وشريكته في بناء حضارة مزدهرة آمنة، يتمتع فيها الجميع بالعدل الذي أراده الله سبحانه وتعالى.  مع احترام الفروق الجسدية والنفسية بين الجنسين.
إن تمكين المرأة وإشراكها بفاعلية في بناء المجتمع يتطلب تضافر جهود المؤسسات التشريعية والتعليمية والدينية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى دعم ومساندة كافة أفراد المجتمع. فالمرأة شريك أساسي في النهضة الحضارية، ولا يمكن تحقيق التقدم من دون تمكينها وفق المبادئ والأحكام التي ضمنها لها ديننا الحنيف.
إن حقوق المرأة في الإسلام متوازنة مع الواجبات وتعكس شمولية هذا الدين العظيم، وتؤكد على تقدير واحترام المرأة كفرد متكامل في المجتمع. يتطلب تحقيق هذه الحقوق جهوداً مستمرة من المجتمع والحكومات والأفراد لضمان توفير الفرص. من خلال تعزيز حقوق المرأة في جميع جوانب الحياة، يمكننا تحقيق مجتمعات أكثر عدالة.

 الختام

 يجب علينا جميعًا العمل معًا لتعزيز حقوق المرأة، وذلك من أجل بناء مجتمعات تستند إلى العدالة والتنمية المستدامة حيث يُعتبر هذا التفكير الإنساني والديني مكملًا للقيم والمبادئ التي ينادي بها الإسلام، والتي تؤمن بأهمية احترام حقوق الإنسان وتعزيز العدالة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.