حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف

الرعاية الاجتماعية للطفل

في مجتمعاتنا اليوم، نجد أن هناك عددًا متزايدًا من الأطفال الذين يواجهون تحديات اجتماعية تجعلهم عرضة للانحراف والمشكلات السلوكية. حيث ينجذب الكثير منهم نحو الجريمة والإدمان والعنف، هؤلاء يحتاجون إلى دعم ورعاية اجتماعية خاصة بالأطفال للمساعدة في توجيههم نحو حياة أفضل ومستقبل أفضل. وترجع أسباب هذا الانحراف إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وأسرية مختلفة. ولمواجهة هذه المشكلة، طورت الدولة برامج للرعاية الاجتماعية تهدف إلى إعادة تأهيل ودمج الأطفال المنحرفين في المجتمع. 

في هذا المقال، سنتناول بعض الجوانب المهمة لبرامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف، بدءًا من أسباب المشكلة وتقييم واقع برامج الرعاية الاجتماعية، وصولاً إلى النتائج المحتملة والحلول الممكنة.

الأسباب والنتائج المحتملة لانحراف الأطفال

البيئة الاجتماعية الضارة: يمكن أن تكون الأسرة والمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمان والفقر والعنف بيئاتٍ خصبة لنمو السلوكيات المنحرفة.

ضعف التربية: عدم وجود توجيه ورعاية مناسبة من الوالدين أو الرعاية الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات مشكوك فيها.
 التعليم الضعيف: قد يؤدي انقطاع الأطفال عن التعليم أو ضعف جودته إلى تفاقم المشكلات.
النتائج
زيادة الجريمة: قد يتورط الأطفال المعرضون للانحراف في أنشطة إجرامية تؤدي إلى تورطهم في العدالة الجنائية.
تأثير نفسي سلبي: تجربة الأطفال للانحراف يمكن أن تؤثر سلباً على صحتهم النفسية وعلى علاقاتهم الاجتماعية.
 فقدان الفرص: إذا لم يتم توجيه الأطفال المعرضين للانحراف نحو فرص أفضل، فإنهم قد يفقدوا الفرص للنمو والتطور.

برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف

تهدف برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف إلى الحد من هذه العوامل، وتوفير الدعم والحماية لهذه الفئة من الأطفال، وتعليمهم المهارات اللازمة لتنمية شخصياتهم وبناء مستقبل أفضل لهم.
تسعى برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:

  • حماية الأطفال من المخاطر التي تواجههم، مثل العنف، والاستغلال، والانحراف.
  • توفير الدعم والرعاية للأطفال المعرضين للانحراف، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
  • إعادة تأهيل الأطفال المعرضين للانحراف، ودمجهم في المجتمع.

أنواع برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف

تتنوع برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف، وتختلف باختلاف الفئة العمرية للأطفال، وطبيعة المشكلات التي يواجها الأطفال. ومن أهم أنواع هذه البرامج:

 برامج الرعاية النهارية: وهي برامج تقدم الرعاية للأطفال من سن الحضانة حتى سن المدرسة، وتتضمن مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية.
 برامج الرعاية السكنية: وهي برامج تقدم المأوى والرعاية للأطفال الذين لا يستطيعون العيش مع أسرهم، مثل الأطفال المشردين أو الأطفال الذين تعرضوا للإهمال أو العنف.
برامج التدخل المبكر: وهي برامج تقدم الدعم والرعاية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في النمو أو التعلم.

برامج التأهيل النفسي: وهي برامج تقدم الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو اضطرابات سلوكية.

أهمية برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف

تلعب برامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المعرضين للانحراف دورًا مهمًا في الحد من ظاهرة الانحراف، وتقليل الآثار السلبية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال. حيث تساعد هذه البرامج على:

  • حماية الأطفال من المخاطر التي تواجههم، وتوفير لهم بيئة آمنة وصحية.
  • تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  • مساعدة الأطفال على التغلب على المشكلات التي تواجههم.

تقييم واقع برامج الرعاية الاجتماعية

على الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن برامج الرعاية الاجتماعية لا تزال تعاني من العديد من المشاكل والتحديات، ومن أبرزها:

– نقص التمويل والموارد اللازمة لتنفيذ البرامج بشكل فعال.
– قلة عدد المؤسسات والمراكز المتخصصة في رعاية وتأهيل الأطفال المنحرفين.
– نقص الكوادر المؤهلة والمدربة للتعامل مع هذه الفئة.
– غياب برامج إعادة الإدماج الاجتماعي ومتابعة حالات الأطفال بعد خروجهم من مراكز الرعاية.
– ضعف التنسيق بين الجهات المعنية كالشرطة والمدارس والمؤسسات الاجتماعية.
– صعوبة متابعة حالات الأطفال الهاربين من أسرهم أو مراكز الرعاية.

اقتراحات وحلول لظاهرة انحراف الأطفال

– يجب الاستثمار في برامج الرعاية الاجتماعية المبكرة التي تستهدف الأطفال الصغار وعائلاتهم للوقاية من التفاقم.

– زيادة الموارد المالية المخصصة لبرامج الرعاية الاجتماعية للأطفال المنحرفين.
– إنشاء مراكز متخصصة لرعاية هؤلاء الأطفال في مختلف مناطق البلاد، وتزويدها بالتجهيزات والمرافق اللازمة.
– تدريب العاملين ورفع كفاءتهم في مجال تأهيل ورعاية الأطفال المنحرفين.
– تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في متابعة ودعم الأطفال بعد خروجهم من مراكز الرعاية.
– تنظيم حملات توعية لتغيير النظرة السلبية تجاه الأطفال المنحرفين وإعادة دمجهم في المجتمع.
– إشراك المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني في برامج رعاية وتأهيل الأطفال المعرضين للانحراف.
– تفعيل التعاون بين مختلف الجهات ذات العلاقة كالشرطة والمدارس والمستشفيات لمتابعة ودعم حالات الأطفال.
– استخدام التقنيات الحديثة في البحث عن الأطفال الهاربين وضمان سرعة التدخل لإنقاذهم وإعادتهم للمراكز.
– تقديم التوجيه والدعم النفسي بتوفير فرص للأطفال للتحدث عن تجاربهم والحصول على دعم نفسي ملائم.
– توفير فرص تعليمية وتطوير مهارات تساعد الأطفال على الاندماج في المجتمع.
– تشجيع المشاركة المجتمعية ويكون بدمج الأطفال في الأنشطة المجتمعية التي تساعدهم في بناء علاقات إيجابية.

التعاون بين المجتمع والمدارس والجهات الحكومية يمكن أن يكون مفتاحًا لتقديم الدعم الشامل للأطفال المعرضين للانحراف.

الختام

الرعاية الاجتماعية للطفل هي مجموعة من الأنشطة والخدمات التي تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومحبة للطفل، وتلبية احتياجاته الأساسية من غذاء ورعاية صحية وحماية، وتوفير فرص للتعلم والنمو الاجتماعي والعاطفي وهي أمر ضروري لإنقاذهم وإعادة تأهيلهم، وبرامج الرعاية من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها الحد من ظاهرة الانحراف، وتقليل الآثار السلبية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال. حيث تساعد هذه البرامج على توفير الحماية والرعاية للأطفال المعرضين للانحراف، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وبناء مستقبل أفضل لهم.

لكنها تواجه العديد من التحديات. ويتطلب تحسين فاعلية هذه البرامج جهوداً مشتركة بين مختلف الجهات المعنية، وتوفير الدعم المادي والفني اللازم، إلى جانب نشر الوعي في المجتمع بأهمية دمج ورعاية هؤلاء الأطفال.
2 تعليقات
  1. غير معرف يقول

    المقاله ده جميله جدا

  2. غير معرف يقول

    راااائع راااائع بجد تحفه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.