الأطفال والتنمر
إذا كنت والداً أو والدة، فمن المحتمل أن تشعر بالقلق إذا علمت أن طفلك يتعرض للتنمر أو الاستهزاء والسخرية من قبل زملائه في المدرسة أو في أي مكان آخر. فالتنمر هو سلوك عدواني ومتعمد يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص ضد شخص آخر يعتبرونه أضعف منهم أو مختلف عنهم. والتنمر يمكن أن يكون لفظياً أو جسدياً أو نفسياً أو إلكترونياً. التنمر يؤثر سلباً على صحة وسلامة وتعليم ورفاهية الضحية والمتنمر على حد سواء.
خطوات لمساعدة طفلك على التغلب على التنمر
إذا كنت تشك أو تعلم أن طفلك يتعرض للتنمر أو الاستهزاء والسخرية، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمساعدته على التغلب على هذه المشكلة وتعزيز ثقته بنفسه واحترامه للآخرين. وهذه الخطوات هي:
1. تحدث مع طفلك بانتظام واستمع إلى مشاعره
أحد أهم الأشياء التي يمكنك فعلها كوالد أو والدة هو إظهار اهتمامك ودعمك لطفلك وتشجيعه على الحديث معك عن ما يمر به من مشاكل أو مخاوف. حاول أن تكون هادئاً ومتفهماً ولا تلومه أو تنتقده على ما يحدث له. أعرب عن تعاطفك معه وأكد له أنه ليس وحيداً وأنك معه في حل هذه المشكلة.
اسأله عن تفاصيل ما يتعرض له من تنمر أو استهزاء أو سخرية، مثل: من يفعل ذلك معه؟ ومتى وأين يحدث ذلك؟ وكيف يشعر عندما يحدث؟ وماذا يفعل رداً على ذلك؟ وهل تحدث مع أحد غيرك عما تعرض له؟
2. ابحث عن علامات التنمر والتأثيرات السلبية على طفلك
قد لا يخبرك طفلك دائماً عن ما يتعرض له من تنمر أو استهزاء أو سخرية، لأنه قد يشعر بالخجل أو الخوف أو الحرج أو الذنب أو العجز. لذلك، عليك أن تكون متيقظاً لأي علامات قد تشير إلى أن طفلك يمر بمشكلة من هذا النوع. ومن هذه العلامات:
– التغيرات في سلوكه أو مزاجه أو شخصيته، مثل: أن يصبح أكثر انطواء أو عصبية أو حزناً أو خوفاً أو غضباً أو عدوانية. – التغيرات في عاداته اليومية أو الصحية، مثل: أن يفقد الشهية أو يعاني من الأرق أو يشكو من آلام جسدية متكررة أو يتجنب الذهاب إلى المدرسة أو الخروج مع الأصدقاء.
– التغيرات في أدائه الدراسي أو الاجتماعي، مثل: أن ينخفض مستواه الدراسي أو يفقد الاهتمام بالمواد التي كان يحبها أو يصبح أكثر عزلة أو يتعرض للمضايقات من قبل الآخرين.
– الظهور بمظهر غير مهتم أو متهالك أو متضرر، مثل: أن يكون ملابسه أو حقيبته أو كتبه ممزقة أو متسخة أو مفقودة أو أن يكون جسده ملطخاً بالكدمات أو الخدوش أو الجروح.
3. ابحث عن حلول مشتركة مع طفلك لمواجهة التنمر أو الاستهزاء أو السخرية
بعد أن تتحدث مع طفلك عن ما يتعرض له من تنمر أو استهزاء أو السخرية، حاول أن تشجعه على التفكير في طرق ممكنة للتعامل مع هذه المشكلة بشكل إيجابي وسلمي. لا تفرض عليه حلولاً تراها مناسبة لك، بل اسمع رأيه واحترم خياراته ودعمه في تنفيذها. ومن بين الحلول التي يمكنكما مناقشتها:
- تجاهل المتنمر أو المستهزئ أو المسخر، وعدم الرد على تحرشه أو إساءته، والابتعاد عنه قدر الإمكان، والتركيز على الأشياء الإيجابية في حياته.
- الدفاع عن نفسه بطريقة حازمة ولكن هادئة، وإخبار المتنمر أو المستهزئ أو المسخر بأن ما يفعله غير مقبول وغير محترم وغير مرغوب فيه، وطلب منه التوقف عن ذلك.
- البحث عن مساعدة من شخص ثقة، مثل صديق أو أخ أو أستاذ أو مرشد ، وشرح له ما يحدث وكيف يشعر وماذا يحتاج.
- الانضمام إلى أنشطة أو نوادي أو مجموعات تهتم بمواضيع يحبها أو يجيدها، والتعرف على أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة معه، وبناء علاقات صداقة قوية ومتينة معهم.
التعاون مع المدرسة والمجتمع لمنع ومكافحة التنمر والاستهزاء
لا تتردد في التواصل مع المدرسة أو المجتمع الذي ينتمي إليه طفلك، وإبلاغهم عن ما يتعرض له من تنمر أو استهزاء أو سخرية، وطلب تدخلهم لحماية طفلك ومعاقبة المسؤولين عن ذلك.
في هذا المقال، تحدثنا عن كيفية التعامل مع الطفل الذي يتعرض للتنمر أو الاستهزاء والسخرية، وأهمية دعمه ومساعدته على التغلب على هذه المشكلة وتعزيز ثقته بنفسه واحترامه للآخرين. وذكرنا بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لهذا الغرض كالتحدث مع الطفل بانتظام واستماع إلى مشاعره، والبحث عن علامات التنمر والتأثيرات السلبية على الطفل، والبحث عن حلول مشتركة مع الطفل لمواجهة التنمر أو الاستهزاء أو السخرية، والتعاون مع المدرسة والمجتمع لمنع ومكافحة التنمر والاستهزاء والسخرية.
نأمل أن يكون هذا المقال مفيداً لك ولطفلك، وننصحك بأن تكون دائماً قريباً ومتفاعلاً مع طفلك، وأن تراعي حاجاته ومشاعره ورغباته، وأن تعطيه الحب والاهتمام والثناء والتقدير، وأن تساعده على تطوير مهاراته ومواهبه، وأن تحثه على الإيجابية والتفاؤل. فهكذا تكون قد أدّيت دورك كوالد أو والدة محبين لأطفالهم.