نوم الطفل بجانب الأم
هل تأملين في قضاء الليل بلا قلق لنوم طفلك بجانبك؟
قد تكون هذه اللحظات الدافئة ملاذًا لكِ ولطفلكِ، لكن هناك تحفظات وأسئلة متعددة تواجه الأمهات حول هذا الخيار.
في هذه السطور سنتعرف معًا على الفوائد والمخاطر المحتملة للنوم المشترك، ومتى ينام الطفل في غرفته الخاصة لنتعرف على الأسلوب الأمثل لضمان ليل هادئ ومريح للجميع.
هل ينام الطفل بمفرده أم مع والديه؟
يعتقد البعض أن نوم الطفل بجانب أمه يعزز الرابطة العاطفية ويوفر له الأمان والاستقرار.
ومع ذلك، يُفضّل آخرون أن يعتاد الطفل النوم بمفرده لتشجيعه على الاستقلالية وتعزيز ثقته بنفسه.
القرار يعتمد على احتياجات الأسرة وتوجيهات الأطباء.
يمكن أن يكون نوم الطفل بجانب أمه مفيدًا في الأيام الأولى لتوفير الراحة، لكن يجب الانتقال تدريجيًا إلى النوم المنفرد عندما يصبح الطفل جاهزًا.
فوائد نوم الطفل بقرب الأم
نوم الطفل بجانب أمه ووالده يحمل في طياته فوائد متعددة.
- يوفر الأمان والراحة للطفل ويساهم في تعزيز الترابط العاطفي بين الوالدين والطفل.
- كما أنه من المهم للأم شعورها بالارتباط والقرب من طفلها. هذا التقارب يساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين التواصل غير اللفظي بينهما.
- يساهم في استقرار التنفس وتنظيم درجة الحرارة للطفل.
- يحسن من جودة النوم لكل من الطفل والوالدين وتقليل اضطرابات النوم، عبر تقليل فترات الاستيقاظ الليلي.
- بالإضافة إلى ذلك، فنوم الطفل بجوار أمه يعمل على تهدئته بسرعة عند استيقاظه ليلاً، ويساعد الأم في مراقبة رضاعة الطفل وإشباع احتياجاته بسرعة أكبر، هذه الممارسة تعزز من إنتاج الحليب لدى الأم بفضل التحفيز المتكرر خاصة في الأشهر الأولى.
- يساعد الأم على الراحة وتوفير طاقتها خاصة في الأشهر الأولى بعد الولادة.
مع ذلك، يفضل اتباع قواعد السلامة لمنع أي مخاطر، مثل تخصيص مساحة مناسبة على السرير وتأمينه جيداً لتجنب السقوط أو الحوادث.
ولتحسين نوم الطفل عليك ب:
- التركيز على روتين نوم منتظم يمكن أن يزيد من جودة النوم.
- توفير بيئة هادئة ومريحة ودرجة حرارة مناسبة في الغرفة تجعل الطفل يشعر بالأمان وتساهم في تهدئته.
- استخدام الإضاءة الهادئة والخافتة .والأصوات المريحة له تأثير إيجابي.
- الاهتمام بتغذية صحية قبل النوم وإبعاد الأطعمة والأنشطة المثيرة للشغب يمكن أن يساعد في نوم أعمق.
الآراء الطبية حول النوم المشترك
النوم المشترك بين الطفل والأم يعد موضوعًا مثيرًا للجدل في الأوساط الطبية. وإليك الآراء الطبية حول النوم المشترك بين الطفل وأمه، وأهم ما يقوله الخبراء:
الآراء المؤيدة من الأطباء:
– يدعم الدكتور وليام سيرز، طبيب الأطفال المعروف، النوم المشترك ويرى أنه يعزز الرضاعة الطبيعية ويحسن التواصل العاطفي.
– تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال الذين ينامون بجوار أمهاتهم يظهرون مستويات أقل من هرمون الإجهاد (الكورتيزول).
– يؤكد بعض المختصين أن النوم المشترك يساعد في تنظيم التنفس ودرجة حرارة جسم الرضيع.
الآراء المعارضة طبياً:
– تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من مخاطر النوم المشترك {في سرير واحد} خاصة للرضع دون عمر 6 أشهر.
– يشير بعض الأطباء إلى ارتباط النوم المشترك بزيادة مخاطر متلازمة موت الرضع المفاجئ، والاختناق.
– يحذر المختصون من النوم المشترك في حالات معينة، مثل تعاطي الأم للأدوية المنومة، أو التدخين وتناول الكحول، أو السمنة المفرطة للوالدين.
التوصيات الطبية الحالية:
١- وضع سرير الطفل في نفس غرفة الوالدين خلال الأشهر الستة الأولى كحل وسط.
٢- اتباع إرشادات النوم الآمن مثل:
جعل الطفل يتمدد على ظهره. مع استخدام مرتبة صلبة، وتجنب الوسائد والأغطية الزائدة والفراش الطري والبطانيات الثقيلة يضمن أمانًا أكبر. كذلك التأكد من عدم وجود فجوات بين السرير والحائط.
يفضل التأكد من أن مساحة النوم آمنة وخالية من الفوضى.
من المهم تجنب وضع الوسائد أو الأغطية الثقيلة حول الطفل.
كذلك، يفضل استخدام سطح ثابت وصلب.
من الأفضل أن تنام الأم في وضعية تتيح لها مراقبة تنفس الطفل وحركاته بسهولة.
متى يصبح النوم المشترك آمناً؟
الوقت المثالي الآمن للنوم المشترك يتضمن عمر الطفل، سلامة البيئة المحيطة، وعدم وجود مخاطر الاختناق أو السقوط.
إشراف الأم أثناء النوم مهم، لتعزيز الراحة والأمان للرضيع والأم على حد سواء. من المهم التأكيد أن القرار النهائي يعتمد على ظروف كل أسرة وثقافتها، مع ضرورة استشارة طبيب الأطفال للحصول على نصائح تناسب حالة طفلك تحديداً.
مشاكل نوم الطفل قرب الوالدين
على الرغم من فوائد نوم الطفل بجانب أمه، إلا أن هناك سلبيات يجب الانتباه إليها، يمكن أن تُؤثر على جودة النوم لكل من الطفل والوالدين.
وإليك السلبيات:
١- قد يصعب تعويد الطفل على النوم المستقل لاحقاً.
٢- احتمالية تعرض الطفل لخطر الاختناق أو السقوط إذا لم تتخذ احتياطات السلامة المناسبة. لذا، من الأفضل اعطاء مساحة كافية للطفل مع تهوية جيدة للمكان وعدم وجود أشياء ناعمة حول الرضيع.
كما يُفضّل وضع الطفل على ظهره للحد من المخاطر وحماية سلامتهم أثناء النوم.
٣- التأثير على جودة نوم الوالدين. حيث أن نوم الطفل بجانب أمه يمنحها شعوراً بالسكينة والراحة النفسية.
إلا أن هذا النوع من النوم قد يؤثر على الآباء. فقد يشعر الآباء بالقلق من الحركة المفرطة للطفل أو حتى الضوضاء.
من هنا، ينصح بإيجاد توازن لضمان تحقيق راحة مثلى للجميع.
٤- قد يؤثر على العلاقة الزوجية والخصوصية.
٥- احتمال تطوير تعلق مفرط بالأم يصعب تجاوزه. ويؤثر على استقلالية الطفل مستقبلاً.
لذلك، يجب دراسة قرار نوم الطفل بجانب الأم بعناية وتقييم مخاطره المحتملة.
كيف ومتى تجهزين طفلك للنوم في غرفته الخاصة؟
تستلزم استعدادات فصل الطفل في غرفته الخاصة لفهم الوقت المناسب لهذه الخطوة.
عادةً، يُفضَّل بدء هذه العملية بعد عامين، حيث يكون الطفل أكثر اعتماداً على ذاته.
يمكن استخدام الألعاب والقصص لجعل الغرفة الجديد أكثر جاذبية، مع تشجيع الطفل بشكل إيجابي.
الحوار المستمر والحنان يعززان من طمأنينة الطفل واستعدادته النفسية للفصل.
الخاتمة
يعزز نوم الطفل بجانب أمه الروابط العاطفية بين الأم والرضيع، كما يوفر شعورًا بالأمان والراحة للطرفين.
ولوجود المخاوف الأمنية المرتبطة بذلك، يجب على الأمهات اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان نوم آمن. من خلال فهم وتطبيق ما ذكر في هذا المقال يمكنك إيجاد وضع آمن لنوم طفلك.
مع العلم أن الخيار الأنسب يعتمد غالبًا على احتياجات العائلة وتفضيلاتها الشخصية، والأخذ بعين الاعتبار الاحتياطات اللازمة.
الأسئلة الشائعة
1. ما هي فوائد نوم الطفل بجوار الأم؟
يعزز الروابط العاطفية ويحسن النوم ويقلل القلق.
2. هل يفضّل نوم الطفل بجوار الأم؟
يعتمد على آراء طبية وتجارب شخصية، لكن له فوائد عديدة.
3. متى يصبح النوم المشترك آمناً؟
عندما تُتخذ احتياطات السلامة ويتجاوز الطفل مرحلة معينة.
4. ما هي المخاطر المحتملة للنوم المشترك؟
تشمل خطر الاختناق والتأثير على نوم الأبوين.
5. كيف يمكن تقليل مخاطر النوم المشترك؟
من خلال توفير بيئة نوم آمنة وتوخي الحذر.